المنشورات

تقول: ودقّت صدرها بيمينها … أبعلي هذا بالرّحى المتقاعس

قاله الهذلول بن كعب العنبري، وفي الحماسة: وقال الهذلول حين رأته امرأته يطحن للأضياف، فقالت: أهذا بعلي؟ قوله: ودقت صدرها، يبدو أن الضرب على الصدر عند وقوع الدهشة عادة موروثة عند المرأة، فلا زالت النسوة تفعل هذا عند المفاجأة. وقد ينوب عنها لطم الوجه، ففي القرآن: فَصَكَّتْ وَجْهَها وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ. [الذاريات: 29] وقوله: أبعلي: الهمزة للاستفهام الإنكاري، و «بعلي»: مبتدأ، و «هذا» خبر والمتقاعس:
عطف بيان، أو «هذا» صفة لبعلي، والمتقاعس: خبر، والمتقاعس: بناء لما يفعل تكلفا، ومثله «المتعامي» وهو من القعس، وهو دخول الظهر وخروج الصدر.
وقوله: بالرحى، من رحيت، ومن رحوت، فتكتب بالألف وتكتب بالياء، والياء أكثر، وفي تعلّق الباء قولان، قال المرزوقي: لا يجوز أن يتعلق بالمتقاعس؛ لأنه في تعلقه به يصير من صلة الألف واللام، وما في الصلة لا يتقدم على الموصول، ولكن تجعله تبيينا، وتتصور «المتقاعس» اسما تاما، ويصير موقع «بالرحا» بعده موقع «بك» بعد مرحبا، و «لك» بعد سقيا وحمدا، وإذا كان كذلك جاز تقديمه عليه، كما جاز أن تقول: بك
مرحبا ولك سقيا، قال: وللمازني في مثل هذا طريقة أخرى، وهو أن يجعل الألف واللام من المتقاعس، للتعريف فقط، ولا يؤدي معنى الذي كما تقول: نعم القائد زيد، وإذا كان كذلك، لم يحتج إلى الصلة، فجاز وقوع «بالرحا» مقدما عليه ومؤخرا بعده، وبعده البيت المشهور:
فقلت لها لا تعجلي وتبيّني … بلائي إذا التفت عليّ الفوارس
[الحماسة ص 696 ج 2، والخصائص ج 1/ 245].




مصادر و المراجع :      

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید