المنشورات

كي لتقضيني رقيّة ما … وعدتني غير مختلس

البيت لعبيد الله بن قيس الرقيات، وقبله:
ليتني ألقى رقيّة في … خلوة من غير ما أنس
قوله: من غير ... الخ، ما: زائدة، والأنس: بفتحتين، وهو الإنس بكسر الهمزة وسكون النون، وفيه مضاف محذوف تقديره من غير حضور أنس. وقوله: لتقضيني: علة لقوله: ألقى. والقضاء: الأداء. ورأى البغدادي أنه يتعدى لمفعول واحد، و «ما» بدل اشتمال من الياء. وكون «ما» موصوفة، أحسن من كونها موصولة. وقال العيني: ما:
مفعول ثان لتقضي، ويجوز أن تكون موصولة والعائد محذوف، ويجوز أن تكون مصدرية، أي: لتقضيني
وعدها، والمختلس: مصدر ميمي من «اختلس» أي خطف الشيء بسرعة على غفلة، و «غير» مفعول مطلق، أي: لتقضي قضاء غير اختلاس، والمراد: لأنال من وصلها في أمن من الرقباء. والبيت شاهد على أن الأخفش يعتذر لتقدم اللام على «كي» في «لكيما»، وتأخرها عنها في «كي لتقضي»، أنّ المتأخر بدل المتقدم، وهذا يرد على الكوفيين في زعمهم أنّ «كي» ناصبة دائما، لأن لام الجر لا تفصل بين الفعل وناصبه، ويرى البصريون أن النصب بأن مضمرة وكي جارة تعليليّة، أكدت بمرادفها وهي اللام. [الخزانة ج 8/ 488، والأشموني ج 3/ 281، والهمع ج 1/ 53].
قلت: وهذا الشاعر فاسق ومنافق، فهو فاسق؛ لأنه يتمنى أن يلقى حبيبته في خلوة،
وهذه ليست من صفات المحبّ الصادق، وهو منافق كاذب؛ لأنه تمنى في مكان سابق أن تشمل الشام غارة شعواء في قوله:
كيف نومي على الفراش ولما … تشمل الشام غارة شعواء
وكيف يتمنى محبّ لقومه أن تشمل الأرض التي بارك الله فيها وحولها، غارة شعواء؟! لقد خيب الله أمنيته، وبقيت الشام أرض خير، وسوف تبقى تردّ كيد الكائدين، إن شاء الله.




مصادر و المراجع :      

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید