المنشورات

وسنّ كسنّيق سناء وسنّما … ذعرت بمدلاح الهجير نهوض

البيت منسوب لامرئ القيس، والسنّ: بكسر السين وتشديد النون: الثور الوحشي.
والسنيق: بضم السين وتشديد النون المفتوحة، قيل: الأكمة المرتفعة، وقيل: البيت المجصص. سناء: ارتفاعا. شبه الثور الوحشي، بأكمة أو بيت في علوّه وضخامة جسمه. وسنّم: بفتح السين، والنون المشددة، زعموا أنها البقرة الوحشية. وذعرت: أي أخفت فصدتهما. والمدلاح يروى بالحاء المهملة: زعموا أنه الفرس يختال بفارسه، ولا يتعبه، أو فرس كثير السير، أو الكثير العرق، ويروى «بمدلاج» بالجيم، من دلج، إذ مشى، وليس من أدلج، ويروى «بمزلاج» بالزاي والجيم، من الزلج، وهو السرعة في المشي. والهجير: من زوال الشمس إلى العصر، وشدة الحرّ،
وإذا كان الفرس في ذلك الوقت يلعب ويسرع بفارسه من نشاطه، فما ظنك به في غير ذلك الوقت؟ ونهوض:
صيغة مبالغة بمعنى كثير النّهوض، بضم النون، وهو الحركة، يريد أنه كان يركب هذا الفرس، واستطاع أن يصيد ثورا وبقرة. والشاهد: «وسن .. وسنما»، فالواو: واو ربّ، وسنّ: مجرور ومحلّ مجرور «ربّ» هنا، النصب ب «ذعرت»، وعطف «وسنما» على محل مجرور «ربّ»، والمعنى: ذعرت بهذا الفرس ثورا وبقرة.
ومجرور ربّ فيه الحالات التالية:
1 - مبتدأ: إذا كان الفعل بعدها لازما، مثل: «ربّ رجل عالم قام»، وفي مثل ربّ رجل صالح عندي.
2 - ونصب على المفعولية إذا كان الفعل متعديا، ولم يأخذ مفعوله نحو «ربّ رجل صالح لقيت».
3 - والرفع والنصب، إذا أخذ الفعل مفعوله نحو: «ربّ رجل صالح لقيته».
4 - النصب على الظرفية مع الفعل اللازم في مثل: «ربّ ليلة شاتية سافرت».
5 - والرفع على الابتداء إذا كان الفعل شرطا، كحديث: «ربّ أشعث أغبر مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله، لأبرّه»، مجرور ربّ مبتدأ، وجملة الشرط خبره.
قلت: ويظهر أن هذا البيت مصنوع؛ لأن ابن الأعرابي والأصمعي جهلا بعض ما فيه من الألفاظ، وقال أبو عمرو في هذا البيت: هذا بيت مسجديّ، يريد أنه من عمل أهل المسجد. [المغني، الشاهد 231، وشرح أبياته للبغدادي ج 3/ 190، والهمع ج 2/ 27، والخزانة ج 9/ 567، واللسان (سنق)].




مصادر و المراجع :      

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید