المنشورات

إذا المرء لم يغش الكريهة أوشكت … حبال الهوينى بالفتى أن تقطّعا

البيت للكلحبة العريني اليربوعي، واسمه هبيرة بن عبد مناف.
وهو شاهد على أنّ الاسم، إن أعيد ثانيا ولم يكن بلفظ الأول، لم يجز عند سيبويه، ويجوز عند الأخفش سواء أكان في شعر أم في غيره، وقد قال الشاعر: «المرء» في الشطر الأول، ثم قال: «بالفتى»، ولعلّ سيبويه ومن وافقه، يريدون من الشاعر أن يذكر محل «الفتى» الضمير، فيقول «به»، وقد قال ابن رشيق في «العمدة». [ج 2/ 56]، قوله: «بالفتى» حشو، وكان الواجب أن يقول «به»؛ لأن ذكر المرء قد تقدم. قلت: ولم يصب سيبويه، وابن رشيق المفصل؛ لأنهما جريا وراء الصنعة، وغاب عنهما الذوق الأدبي؛ ذلك أن لفظ «المرء» عامة تشمل الإنسان، وعند ما
قال: «بالفتى»، كأنه خصّ الفتيان بهذه التجربة، فالشاعر يريد أن يقول: من لم يركب الهول تقطّع أمره، ومن أشعر نفسه الجراءة والغلبة ظفر، وهذا الكلام يخاطب به فتيان. والبيت من قطعة في [المفضليات/ 32، والخزانة/ 1/ 386، والهمع/ 1/ 130].


مصادر و المراجع :      

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب


تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید