المنشورات

ألا قالت العصماء يوم لقيتها … أراك حديثا ناعم البال أفرعا فقلت لها: لا تنكريني فقلّما … يسود الفتى حتى يشيب ويصلعا

البيت الأول هو الشاهد على أنّ صفة الزمان القائمة مقام الموصوف، يلزمها الظرفيّة عند سيبويه. كما في هذا البيت، أي: زمانا حديثا. والبيتان في «الحماسة» / 321 / بدون عزو. يقول الشاعر: قالت لي هذه المرأة لما التقيت معها: أعلمك عن قريب ناعم الحال، أفرع، أي: تام شعر الرأس لم يتسلط صلع، ولا حدث انحسار شعر، فكيف تغيرت مع قرب الأمد، والرؤية هنا بصرية، وناعم البال: مفعوله، وأفرع: صفته.
وقوله: فقلت لها .. الخ، يقول: قلت لها، لا تستنكري ما رأيت من شحوب لوني، وانحسار شعر رأسي، فما ينال الفتى السيادة حتى يستبدل بشبيبته شيبا، وبوفور شعر رأسه صلعا.
وتقول العامة اليوم: مقومات الوجاهة ثلاثة: الكرش، والباكورة (العصا)، والصّلعة، ولا تأتي ثلاثتها إلا مع تقدم السنّ، وقد تكون هذه الفلسفة صحيحة؛ لأن كبير القوم إذا كان شيخا تفرغ للنظر في شؤون الناس، مع تجربته السابقة، فإذا كان صغير السن، انشغل بعض الوقت في ملذّاته الخاصة، والله أعلم. [الخزانة/ 3/ 101].




مصادر و المراجع :      

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید