المنشورات

ليت شعري عن خليلي ما الذي … غاله في الحبّ حتّى ودعه لا يكن وعدك برقا خلّبا … إنّ خير البرق ما الغيث معه

الشاهد: في البيت الأول «ودعه»، فهو الماضي «ودع» بمعنى ترك، والمضارع:
يدع، والمشهور أن العرب أهملت الماضي الثلاثي من هذه المادة، واستعملت المضارع والأمر منها، وكذلك أهملت اسم الفاعل، والمصدر كما أهملوا الماضي من «يذر»؛ لأن «ترك» يقوم مقامه، ولكن الشواهد على استعمال «ودع» بالفتح والتخفيف، تجعل استعماله شائعا، وأن إهماله جاء من وهم قلّته، أو عدم العثور على شواهده في بداية التصنيف والجمع، ويوجد غير الشاهد السابق، قول الشاعر:
وكان ما قدّموا لأنفسهم … أكثر نفعا من الذي ودعوا
وقال الآخر: (سويد بن أبي كاهل) في المفضليات (199).
فسعى مسعاهم في قومه … ثم لم يدرك ولا عجزا ودع
وقرأ عروة بن الزبير «ما ودعك ربك وما قلى» بتخفيف الدال، ومن شواهد اسم الفاعل من «ودع»:
فأيّهما ما أتبعنّ فإنّني … حزين على ترك الذي أنا وادع
وجاء المصدر منه في الحديث «لينتهينّ أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمنّ الله على قلوبهم» أي عن تركهم إياها والتخلف عنها، والحديث رواه أحمد، ومسلم، والنسائي وابن ماجه. والنبي صلّى الله عليه وسلّم أفصح العرب، ولا يوصف كلامه بالشذوذ.
وشاهد اسم المفعول من «ودع» قول خفاف بن ندبة: (عن اللسان «ودع»).
إذا ما استحمّت أرضه من سمائه … جرى وهو مودوع وواعد مصدق
والبيت الشاهد، منسوب إلى أنس بن زنيم، وينسب أيضا لعبد الله بن كريز، ولكن صورة البيت كالتالي:
سل أميري ما الذي غيّره … عن وصالي اليوم حتى ودعه
[الخزانة/ 6/ 471، والخصائص/ 1/ 99، والإنصاف/ 485].




مصادر و المراجع :      

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید