المنشورات

إذا قلت قدني، قال بالله حلفة … لتغني عنّي ذا إنائك أجمعا

قاله حريث بن عنّاب النبهاني من شعراء الدولة الأموية، يصف موقف كرم، حيث جاء لصاحب البيت ضيف، فدفع إليه اللبن، وكلما قال الضيف، يكفيني ما شربت، قال له:
أبعد عني كل ما في الإناء من اللبن، أي اشربه كله، وفي البيت شواهد:
الأول: أن الأخفش أجاز أن يقع جواب القسم، المضارع المقرون ب «لام» كي، فيكون قوله: «لتغني» جواب القسم. وأجيب: أنه لا يريد في البيت القسم، إنما أراد الإخبار، فيكون «لتغني» متعلق بآليت المحذوف، وأراد أن يخبر مخاطبه أنه قد آلى، كي يشرب جميع ما في إنائه. وقد يكون المقسم عليه محذوفا تقديره: لتشربنّ لتغني عني.
والثاني: يروى: قطني، وقدني: وهما بمعنى واحد، والنون عند البصريين لحفظ سكون البناء في آخره، ومعناه عندهم «حسب»، وعند الكوفيين اسم فعل، ومعناه (يكفي) بدليل النون التي لا تدخل إلا على الأفعال.
الثالث: أنّ (ذا) بمعنى صاحب، بمعنى (صاحب إنائك)، أي: ما في إنائك من الشراب؛ لأن الشراب يصحب الإناء.
الرابع: الإضافة للملابسة، حيث أضاف الإناء إلى المخاطب؛ لملابسته إياه وقت شربه ما فيه من اللبن.
الخامس: التأكيد بأجمع، ولم يسبق بكل. [الخزانة/ 11/ 34، وشرح أبيات المغني/ 4/ 276].




مصادر و المراجع :      

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید