المنشورات

منّا الأناة وبعض القوم يحسبنا … أنّا بطاء وفي إبطائنا سرع

البيت لوضّاح اليمن، واسمه عبد الرحمن بن إسماعيل، من شعراء الدولة الأموية، هذا وقصته التي ترويها كتب الأدب مع أم البنين زوج الوليد بن عبد الملك، قصة كاذبة، ولا تصحّ روايتها، وصنعها الرواة؛ للتشنيع على الوليد.
والأناة: الرفق والسّرع، بفتح السين والراء، السرعة، وقد تكسر السين. يقول نستأني في الأمور فعل الحازم ذي الرأي السديد، وكثير من الناس يظن بنا تباطؤا في المهمات، والذي يعدونه بطئا، هو سرعة؛ لأننا نترك كل ما نتولاه مفروغا منه محكما، فلا يحتاج إلى إعادة نظر. والبيت في
حماسة أبي تمام، بشرح المرزوقي ص 646، رابع أربعة أبيات، منها قوله:
لا يحمل العبد فينا فوق طاقته … ونحن نحمل ما لا تحمل القلع
والقلع: الهضاب العظام مفردها قلعة، بفتحات ثلاث، أو بسكون اللام، وبها سمي الحصن المبني على الجبل. والبيت يدل على رفق العرب بعبيدهم وخدمهم، ونأخذ منه أحد أسباب قلة البنايات الضخمة التي تبقى على الدهر عند العرب، مع وجودها عند الأمم الأخرى، ذلك أن أمم العجم، كانت تستذل العبيد، وتسخرها في الأعمال الشاقة، أما العرب، فهم يرحمون عبيدهم وخدمهم، والله أعلم.




مصادر و المراجع :      

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید