المنشورات

وخيل قد دلفت لها بخيل … تحيّة بينهم ضرب وجيع

البيت منسوب لعمرو بن معد يكرب، وقال البغدادي: إنه ليس في شعره، وذكر ابن رشيق في باب السرقات الشعرية من العمدة، الشطر الأول لأربعة شعراء. قال: ومما يعدّ سرقا وليس بسرق اشتراك اللفظ المتعارف، وذكر الشطر الأول لعنترة، والخنساء، ولأعرابيّ، ولعمرو بن معدي كرب.
والخيل: اسم جمع الفرس، لا واحد له من لفظه، والمراد به هنا الفرسان، كما في قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «يا خيل الله اركبي»، وأراد بالخيل الأول، خيل الأعداء، وبالثاني خيله.
ودلفت: دنوت، وزحفت، من دلف الشيخ، إذا مشى مشيا لينا. و «الباء» للتعدية، أي:
جعلتها دالفة إليها، ف «اللام» في «لها»، بمعنى «إلى»، و «تحية» مضاف، و «بينهم» مضاف إليه مجرور بالكسرة على النون؛ لأنه ظرف متصرف، ولو فتح، كان مبنيا؛ لإضافته للمبني.
والبيت من شواهد سيبويه، قال الأعلم: الشاهد فيه جعل الضرب تحية على الاتساع، وإنما ذكر هذا تقوية؛ لجواز البدل فيما لم يكن من جنس الأول. يقول: إذا تلاقوا في الحرب، جعلوا بدلا من تحية بعضهم لبعض، الضرب الوجيع، وقد أدار البغدادي في خزانته ندوة حول البيت، فاحرص على قراءة ما كتب. [كتاب سيبويه ج 1/ 365، 429، وشرح المفصل ج 2/ 80، والخزانة ج 9/ 257].



مصادر و المراجع :      

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب


تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید