المنشورات

فيستخرج اليربوع من نافقائه … ومن جحره بالشّيحة اليتقصّع

البيت لذي الخرق الطّهويّ، نسبة لبني طهية من أهل الجاهلية، واسمه خليفة بن حمل بن عامر، والبيت أحد سبعة أبيات نقلها البغدادي في الخزانة ج 1/ 34، أولها:
أتاني كلام الثعلبيّ ابن ديسق … ففي أيّ هذا ويله يتترّع
ومضى البيت الثاني منها شاهدا في هذا الحرف، وهو:
يقول الخنى ... … صوت الحمار اليجدّع
فهلّا تمناها ...
يأتك حيّا دارم وهما معا … ويأتك ألف من طهيّة أقرع
وقوله: يتترع: من ترع الرجل، كفرح، إذا اقتحم الأمور مرحا ونشاطا، وقيل: ترع:
سار إلى الشرّ والغضب. وقوله: يأتك، مجزوم في جواب شرط مقدّر. وحيا دارم: تثنية حيّ. وألف أقرع: بالقاف، أي: تام.
وقوله في البيت الشاهد: فيستخرج: «الفاء» للسببية، و «يستخرج» منصوب بأن مضمرة وجوبا، وهو مبني للمجهول، ويجوز بناؤه للمعلوم، نسبة إلى الألف. واليربوع: دويبّة تحفر الأرض وله جحران، أحدهما: القاصعاء، وهو الذي يدخل فيه، والأخر: النافقاء، وهو الجحر الذي يكتمه ويظهر غيره، وهو موضع يرققه، فإذا أتي من قبل القاصعاء، ضرب النافقاء برأسه فانتفق، أي: خرج، ونافق اليربوع، أخذ في نافقائه، ومنه المنافق، شبه باليربوع؛ لأنه يخرج من الإيمان من غير الوجه الذي دخل فيه. وقوله: بالشيحة:
قيل: موضع ينبت الشيح، وقيل: هو بالخاء المعجمة، وهي رملة بيضاء في بلاد بني أسد. وقوله: اليتقصّع: يقال: تقصّع اليربوع دخل في قاصعائه.
والبيت شاهد على أنّ «أل» الموصولة، قد تتصل بالمضارع في ضرورة الشعر، كما في «اليتقصع» بالبناء للمجهول، يعني: الذي يتقصّع، ولكن ثعلب قال: الرواية الجيدة «المتقصّع»، و «المجدّع». وبهذا تبطل قصة وصل الفعل ب «أل»، وما المانع من هذه الرواية، والوزن، والمعنى، واللفظ، هو المستساغ؟!. [الخزانة ج 5/ 482، ج 1/ 34، والإنصاف ص 151، 522، وشرح المفصل 3/ 144، والهمع ج 1/ 85، والمغني وشرحه].



مصادر و المراجع :      

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب


تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید