المنشورات

وكوني بالمكارم ذكريني … ودلّي دلّ ماجدة صناع

البيت لرجل من نهشل من أهل الجاهلية، وقبل البيت:
ألا يا أمّ فارع لا تلومي … على شيء رفعت به سماعي
وقوله: دلّي: بفتح الدال، من دلّت تدلّ، والدّلّ: قريب المعنى من الهدي، وهما من السكينة والوقار في الهيئة، والمنظر، والشمائل، وغير ذلك. والصّناع: الماهرة الحاذقة
بعمل اليدين، وقوله في سابقه: سماعي، أي: ذكري وحسن الثناء عليّ.
والشاهد: «كوني ... ذكريني»، على أنه جاء خبر كان جملة طلبية، والمعنى: كوني مذكرة بالمكارم. وعدوه من الشاذ؛ لأن فعل الأمر لا يقوم مقام الخبر في باب كان. وقد أوّلوه تأويلات منها: تقديره: كوني ممن أقول له: ذكريني، إذا سهوت، فجرى هذا على الحكاية، وقال آخر: يجوز أن يكون الخبر محذوفا، و «ذكريني» أمرا مستأنفا، أي: كوني بالمكارم مذكّرة، ذكريني.
قال أبو أحمد: وإذا صحت نسبة الشعر إلى جاهلي، فإنه لم يخرج عن حدّ الكلام العربي المستعمل، وربما لم يصل إلى النحويين شيء كثير منه، فعدّوه من الشواذ، أو الضرورات، وفي كلام أهل البادية اليوم، ممن لم يختلطوا بالحاضرة كثير من هذا التركيب، فهم يقولون لمن جاء بخبر لا يسرّ: «كنت بشرني بشيء يسرّ»، وقد يجعلون الماضي محل الأمر «كنت بشرتني ...». [الخزانة ج 9/ 66، والهمع ج 1/ 113، والمغني وشرح أبياته ج 7/ 227، وشرح الحماسة للمرزوقي ج 2/ 657]، وفيه شاهد آخر على وقوع الأمر موضع الخبر.




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید