المنشورات

أيا شجر الخابور مالك مورقا … كأنّك لم تجزع على ابن طريف

البيت قالته الفارعة بنت طريف، من قصيدة ترثي أخاها الوليد بن طريف، وكان قد خرج أيام الرشيد في الجزيرة الفراتية.
والخابور: نهر في الجزيرة. وقولها: مالك مورقا: توبيخ للشجر أنه أورق، وهذا من تجاهل العارف؛ لأنها تعلم أنّ الشجر لم يجزع على ابن طريف، ولكنها تجاهلت، فاستعملت لفظ «كأنّ» الدال على الشك، وبهذا يعلم أنه ليس بواجب في «كأنّ» أن تكون للتشبيه، وهذا ما ذكره القدماء في تفسيره، وبخاصة أهل البلاغة، وأقصد أهل علم البلاغة الذين يتناولون الكلام تناولا جامدا، يتعاملون مع ألفاظه ومصطلحات البلاغة بعيدا عن الروح الأدبية. والحق أنّ البيت من أجمل الشعر وأرقه، حيث امتزجت الشاعرة بالطبيعة من حولها، وأرادت أن يحزن الكون كله لحزنها، ويشاركها الشجر في ذلك؛ لأنّ خضرة الشجر والأرض عند العرب، عنوان الفرح والسعد، فكيف تسعد الأرض والناس حولها في حزن، بل في البيت من المعاني ما لا يدرك إلا بالشعور والترنم به.
ولم يذكروا البيت لشاهد نحوي. وانظر قصيدة البيت في [شرح أبيات مغني اللبيب ج 1/ 277، والدرر/ 1/ 111، والأغاني/ 12/ 58، والوحشيات/ 150].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید