المنشورات

وذبيانيّة أوصت بنيها … بأن كذب القراطف والقروف

البيت من قصيدة للشاعر معقّر بن أوس بن حمار البارقي، مدح بها بني نمير، وذكر ما فعلوا ببني ذبيان بشعب جبلة، وهو من أيام العرب، وكان معقر حليفا لبني نمير.
والقراطف: جمع قرطف، على وزن جعفر، وهو القطيفة، أي: كساء مخمل.
والقروف: جمع قرف: بفتح فسكون، وهو وعاء من جلد يدبغ بقشر الرّمان، ويجعل فيه لحم يطبخ بالتوابل، ويتزود به في الأسفار، وفي أيامنا يسمون هذا اللحم «القاورما»، وقد مضت أيامه؛ لأن التبريد حلّ محله، وكانوا يذبحون الخروف ويقلبونه على النار في دهنه، ويضعون عليه البهارات والتوابل، ويخزنونه في صفيحة، يأكلون منه فصل الشتاء كله، ويحمل منه الحاجّ في سفره إلى مكة والمدينة.
وقوله: وذبيانية: «الواو»، واو ربّ، يقول: ربّ امرأة ذبيانية أمرت بنيها أن يستكثروا من نهب هذين الشيئين، إذا ظفروا بعدوّهم، وغنموا؛ وذلك لحاجتهم، وقلة مالهم.
والشاهد: (كذب) فإنه يستعمل إذا قصدوا الإغراء، بشيء، فيقولون: كذب عليك، أي: عليك به. وقال أبو علي الفارسي: هذه كلمة جرت مجرى المثل في كلامهم ولذلك لم تصرّف، ولزمت طريقة واحدة في كونها فعلا ماضيا معلقا بالمخاطب ليس إلا وهي في معنى الأمر، والمراد بالكذب، الترغيب والبعث، من قول العرب «كذبته نفسه» إذا منته الأماني وخيلت إليه الآمال مما لا يكاد يكون، وذلك ما يرغب الرجل في الأمور ويبعثه على التعرض لها. ومنهم من ينصب ب (كذب) على الأمر والإغراء. ومنهم من يرفع بها، قال ابن السكيت: أهل اليمن يرفعون المغرى به. [الخزانة ج 5/ 15، واللسان (كذب) و (قرطف)].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید