المنشورات

يا مال والحقّ عنده فقفوا … تؤتون فيه الوفاء معترفا

هكذا أنشده سيبويه في كتابه ج 1/ 335، 450، بقافية منصوبة للأنصاري.
والشاهد: ترخيم «مالك»، فقال «يا مال».
والحقّ أنّ هذا البيت ملفق من بيتين، في قصيدة قافيتها مرفوعة، وهي لعمرو بن امرئ القيس الخزرجي، جدّ عبد الله بن رواحة، وهذا الشعر في يوم سمير بين الأوس والخزرج، وكان سمير من الأوس قتل مولى لمالك بن العجلان اسمه بجير، فطلب مالك أن يبعثوا إليه سميرا؛ لقتله بمولاه فقالوا: نعطيك دية القتيل، نصف دية الصريح، فأبى إلا دية كاملة، فقامت الحرب سنوات، ثم طلب أهل الرأي التحكيم، فحكّموا عمرو بن امرئ القيس، فقضى لمالك بديه المولى، فأبى مالك، وآذن بالحرب، وقال شعرا على قافية الفاء المرفوعة، فأجابه عمرو بن امرئ القيس بقصيدة على قافية الفاء المرفوعة، مطلعها:
يا مال والسيّد المعمّم قد … يطرأ في بعض رأيه السّرف
وجاء منها:
لا ترفع العبد فوق سنّته … والحقّ نوفي به ونعترف
إنّ بجيرا مولى لقومكم … (يا مال والحقّ عنده فقفوا)
(أوتيت فيه الوفاء معترفا) … بالحقّ فيه فلا تكن تكف
هكذا ترى أنه جعل الشطر الأول من أحد البيتين قافية، وجعل القافية شطره الأول، ولعلّ سيبويه نسب البيت للأنصاريّ، ولم يحدّد الشاعر؛ لأنّ الشعر الذي قيل في يوم
سمير، شارك فيه عدد من الشعراء، وجاء جلّه على نظام المعارضة، في القافية والبحر:
فمالك بن العجلان، قال قطعة فائية مرفوعة القافية.
وقال درهم بن زيد أخو سمير، شعرا بالقافية نفسها.
وقال قيس بن الخطيم قصيدة، بالقافية نفسها، ولم يكن حضر الوقعة.
وقال حسان بن ثابت شعرا يردّ على قيس بن الخطيم.
وقد دخلت هذه الأشعار في بعضها البعض. ولكن قول سيبويه: للأنصاري، فيه توسّع؛ لأن عمرو بن امرئ القيس لم يحضر الإسلام، فكان قومه من الأنصار، ولم يكن هو أنصاريا. [الخزانة ج 4/ 272 - 283].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید