المنشورات

إنّ الربيع الجود والخريفا … يدا أبي العباس والصّيوفا

رجز للعجاج، أو لابنه رؤبة، في مدح أبي العباس السّفاح، أول خلفاء بني العباس.
وأراد بالربيع، والخريف، والصيوف (جمع صيف)، ما فيهم من المطر. والجود: أغزر المطر. مدح أبا العباس بالكرم، فجاء بالتشبيه المقلوب، فجعل المطر في هذه الفصول مشبها جود أبي العباس؛ للمبالغة.
واستشهدوا بالرجز على أن نصب المعطوف على اسم «إنّ» بعد استكمالها خبرها يجوز، وهو المثال، حيث عطف الصيوف بالنصب على اسم «إنّ» المنصوب، ولو رفع حملا على الموضع، أو على الابتداء وإضمار الخبر، لجاز. [سيبويه/ 1/ 285، وشرح التصريح/ 1/ 226، والهمع/ 2/ 144، والدرر/ 2/ 200]. قال أبو أحمد: والشاعر هنا كاذب؛ لأن أبا العباس لم يكن كريما. فالكرم كرمان: كرم النفس، وكرم اليد. ولم يكن أبو العباس كريم النفس؛ لأنه قتل آلافا من غير ذنب، وغدر برفقاء الطريق. ولم يكن كريم اليد؛
لأنه كان يسرق حقّ الناس في بيت المال، ويعطيه من لا يستحقه من المداحين المنافقين، فالكريم من يكرم من ماله، وأبو العباس ليس له مال، إلا ما يسدّ به الرمق.




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید