المنشورات

يا عاذلي دعني من عذلكا … مثلي لا يقبل من مثلكا

العاذل: الذي يلوم في تسخّط وكراهية لما يلومك فيه. ودعني: اتركني. وقوله: مثلي لا يقبل من مثلك هو.
محلّ الشاهد فأصل معناه: من كان متّصفا بصفاتي، فإنه لا يقبل ممن كان متصفا بصفاتك. وقد جرت عادة العرب أنهم يكنون بهذه العبارة عن معنى. «أنا لا أقبل منك» والعرب إذا بالغوا في نفي الفعل عن أحد، قالوا: مثلك لا يفعل كذا، ومرادهم إنما هو النفي عن ذاته، ولكنهم إذا نفوه عمّن هو على أخصّ أوصافه، فقد نفوه عنه، ومن الكناية قولهم: «مثلك لا يبخل»، فقد نفوا البخل عن مثله، وهم يريدون نفيه عن ذاته قصدوا المبالغة في ذلك، فسلكوا به طريق الكناية، والخلاصة أن «المثل»، يطلق في كلام العرب، ويراد به ذات الشيء.
والحاصل من هذا الشاهد: أن «الكاف» في قوله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، [الشورى: 11] لا تكون زائدة؛ لأن «مثله» هنا، بمعنى: «هو»، كأنه قال: ليس كهو شيء، وهذا التفسير، أبلغ من قولهم بزيادة الكاف؛ لزعم القائل بالزيادة، أنّ
المعنى يفسد بها، حتى يصبح المعنى: «ليس مثل مثله شيء»، وهذا باطل، فزادوا «الكاف»، وتفسير «المثل» بمعنى الذات، جيد. [الإنصاف/ 301].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید