المنشورات

تجانف عن جوّ اليمامة ناقتي … وما عدلت عن أهلها لسوائكا

البيت من قصيدة للأعشى ميمون، مدح بها هوذة بن علي بن ثمامة الحنفي، وقوله:
«تجانف»، أصله: تتجانف بتاءين، من الجنف، وهو الميل. و «جوّ»: بفتح الجيم وتشديد الواو، اسم اليمامة في الجاهلية، هكذا نقله البغدادي في الخزانة. ولكن لماذا أضاف «جوّ» إلى اليمامة؟ والأحسن أن يقال: كان اسمها جوّ
اليمامة، مركبا، فحذف المضاف، واستقرّت على المضاف إليه.
والشاهد: «لسوائكا»، فقد قال قوم: إن «سوى» ظرف، وخروجها عن الظرفية شاذ
خاص بالشعر، ومن الشاذ قول الأعشى في البيت، وإذا خرجت عن الظرفية، كانت بمعنى «غير». ويرى هؤلاء أنها لا تأتي إلا ظرف مكان، وأن استعمالها اسما متصرفا بوجوه الإعراب بمعنى «غير»، خطأ.
ويرى الكوفيّون أن «سوى» لا تلزم الظرفية، فتكون اسما، وتكون ظرفا، وفي البيت الشاهد جرّت ب «اللام» وهذا يدل على اسميتها واستعمالها بمعنى «غير»، وقولهم هو الراجح في هذا المكان، و «سوى» فيها لغات:
1 - إذا فتحت، مدّت لا غير (سواء).
2 - وإذا ضمت، قصرت لا غير (سوى).
3 - وإذا كسرت، جاز المدّ، والقصر أكثر (سواء، وسوى).
[الخزانة ج 3/ 435، وكتاب سيبويه ج 1/ 13، 203، وشرح المفصل ج 2/ 44، 84، والانصاف 295، والهمع ج 1/ 202].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید