المنشورات

أقبّ من تحت عريض من علي ...

لأبي النجم العجلي، يصف بعير السانية، من أرجوزة يصف فيها أشياء كثيرة أولها:
الحمد لله العليّ الأجلل … الواسع الفضل الوهوب المجزل
وقوله: أقبّ، صفة البعير. والقبب: الضّمر، يعني أن خصره ضامر، وأنّ متنه عريض، وأقبّ: مجرور بالفتحة؛ لأنّ صفات البعير الموصوف مجرورة، وكذلك قوله: «عريض».
والشاهد: «من تحت»، بني الظرف على الضمّ، حيث حذف ما يضاف إليه، ونوى معناه دون لفظه.
وقوله: «من علي»، مبني أيضا؛ لأنه معرفة، يريد أعلى البعير، حيث قرنه بالمعرفة «تحت» وإنما تعرب «عل» إذا كانت نكرة، كقولهم في النكرة: من فوق ومن عل، إذا لم
ترد أمرا معلوما، والبناء على ضمّ مقدر على «الياء» في «علي»، وقد تكتب ب «الياء»، وقد تكتب بدون «ياء» «عل»، وتكون كسرتها ككسرة «زاي» «غاز». وفي «عل» عشر لغات، تقول: أتيته من عل، ومن عل، ومن علي، ومن علا، ومن علو، ومن علو، ومن علو، ومن علو، ومن عال، ومن معال.
قال ابن قتيبة في كتاب «الشعر والشعراء»: أنشد أبو النجم هذه الأرجوزة هشام بن عبد الملك - وهي أجود أرجوزة للعرب، وهشام يصفق بيديه استحسانا لها، حتى إذا بلغ قوله في صفة الشمس:
حتّى إذا الشمس جلاها المجتلي … بين سماطي شفق مرعبل
صغواء قد كادت ولمّا تفعل … فهي على الأفق كعين الأحول
أمر هشام بوجء عنقه وإخراجه، وكان هشام أحول.
وقوله: مرعبل: مقطّع. وصغوا: بالغين المعجمة، مائلة للغروب. أقول: والبيت الثاني ترويه كتب النقد الأدبي هكذا (من بحر الكامل):
صفراء قد كادت ولما تفعل … وكأنّها في الأفق عين الأحول
هكذا: صفراء، من اللون الأصفر. [الخزانة/ 2/ 390 - 400].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید