المنشورات

كفى ثعلا فخرا بأنك منهم … ودهر لأن أمسيت من أهله أهل

قاله المتنبي، من قصيدة مدح بها شجاع بن محمد المنبجي. وثعل: رهط الممدوح، وهم بطن من طيئ، وصرفه للضرورة؛ إذ فيه العدل والعلمية مثل عمر. وهذا البيت من أبيات المتنبي التي سهر الناس جرّاها، وانشغلوا، ونام هو ملء جفونه، ومع أنّ المتنبي من المتأخرين ممن لا يستشهد أهل النحو بشعرهم، إلا أنهم شغلوا به، وقلّ أن تجد من تجرأ على القول بنسبته إلى اللحن عند ما يخالف قاعدة نحوية، وهذا يدلك على ثقتهم بشعره؛ لأنه لقن العربية عن أهلها في البادية، بل عاش سنوات طويلة في البادية عند ما اجتمع الأعراب عليه، واعتقدوا به.
والخلاف بين أهل النحو في: «بأنك منهم»، فالفعل «كفى» هنا، بمعنى أجزأ وأغنى، وتتعدى إلى واحد، ولا تزاد «الباء» على فاعلها، ولكن المتنبي زادها؛ لأنّ «أنك منهم» فاعل «كفى»، وجوّز ابن الشجري في «دهر» ثلاثة أوجه:
أحدها: مبتدأ، حذف خبره، أي: يفخر بك، وصح الابتداء بالنكرة؛ لأنه وصف بأهل.
والثاني: كونه معطوفا على فاعل كفى، أي: أنهم فخروا بكونه منهم، وفخروا بزمانه؛ لنضارة أيامه.
والثالث: أن تجرّه بعد أن ترفع فخرا على تقدير كونه فاعل «كفى»، و «الباء» متعلقة ب «فخر»، لا زائدة، وحينئذ تجر الدهر بالعطف، وتقدر «أهل» خبرا ل «هو» محذوفا.




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید