المنشورات

لا همّ إن الحارث بن جبله … زنى على أبيه ثم قتله وكان في جاراته لا عهد له … وأيّ أمر سيّئ لا فعله

رجز منسوب لشهاب بن العيف. وقوله: زنى على أبيه، أي: ضيّق.
والشاهد في قوله: «لا فعله»، حيث دخلت «لا» النافية على الفعل الماضي لفظا ومعنى ولم تكرر، ويريدون بالماضي لفظا ومعنى أنه ماض في اللفظ، وماض في المعنى، أي: إن حدوثه كان في الزمن الماضي، ودخول «لا» النافية على الماضي لفظا ومعنى يوجب تكرارها عند النحويين، فإذا وجدوها غير مكررة كما في الشاهد، التمسوا لها تخريجا، فقالوا: إنها مكررة في المعنى، فقال الزمخشري في قوله تعالى: فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ [البلد: 11] إن التقدير: ولا أطعم مسكينا، أو أنها مع الماضي تكون بمعنى «لم»، فقوله تعالى: فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ أي: لم يقتحم العقبة.
أما إذا كان الفعل الماضي مستقبلا في المعنى، فلا يجب التكرار، كقول الشاعر:
حسب المحبين في الدنيا عذابهم … تالله لا عذّبتهم بعدها سقر
فإنّ عذاب سقر في المستقبل، وقال الشاعر:
لا بارك الله في الغواني هل … يبتن إلا لهنّ مطّلب
أقول: إن الشواهد على التكرار، وعدم التكرار، كثيرة؛ ولهذا فهي جائزة في الصورتين. [اللسان «زنا»، والإنصاف/ 77، وشرح المفصل ج 1/ 109، وشرح أبيات المغني/ 4/ 392].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید