المنشورات

فردّ على الفؤاد هوى عميدا … وسوئل لو يبين لنا السؤالا وقد نغنى بها ونرى عصورا … بها يقتدننا الخرد الخدالا

البيتان للمرّار الأسدي. والهوى: العشق. وعميد: أي: فادح، يبهظ صاحبه ويسقمه، وأصله قولهم: عمده المرض، أي: أضناه وأوجعه. ويبين: يجيب، وهو يصف منزلا، وقوله: نغنى: مضارع غني بالمكان، أي: أقام فيه، ومنه سمي منزل القوم «المغنى».
والخرد: بضم الخاء والراء، جمع خريدة، وهي المرأة الحيية الطويلة السكوت، أو هي البكر التي لم تمس. والخدال: بكسر الخاء، جمع خدله، بفتح فسكون، وهي الغليظة الساق المستديرتها.
وقوله: نغنى بها، أي: بالمنزل، أنثه؛ لأنه معنى الدار. والعصور: الدهور: نصبه على الظرف. ويقتدننا: يملن بنا إلى الصّبا.
والشاهد في البيت الثاني: «ونرى يقتدننا الخرد الخدالا»: حيث كانت هذه العبارة من باب التنازع؛ لتقدم فعلين هما:
«نرى» و «يقتاد»، وتأخر معمول وهو «الخرد الخدالا»، وقد أعمل الشاعر الفعل الأول في هذا المعمول، بدليل أنه نصبه وأتى بضميره معمولا للفعل الثاني، وهو «نون النسوة»، والقوافي منصوبة، بدليل البيت السابق، ولو أنه أعمل الفعل الثاني، لقال: «نرى يقتادنا الخرد الخدال»، فيرفع المعمول على أنه فاعل ل «يقتاد»، ويحذف ضميره؛ لكون الأول يطلب معمولا فضلة، وهذا يدل على أن إعمال العامل الأول أولى، وهو مذهب الكوفيين. والحقّ أن إعمال الأول جائز، وكذلك إعمال الثاني، بدون مفاضلة. [سيبويه/ 1/ 40، والمقتضب/ 4/ 76 - 77، والإنصاف/ 65 - 86].



مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید