المنشورات

فلمّا أجزنا ساحة الحيّ وانتحى … بنا بطن حقف ذي قفاف عقنقل

إذا قلت هاتي نوّليني تمايلت … عليّ هضيم الكشح ريّا المخلخل
البيتان لامرئ القيس، حامل لواء الشّعراء في النار، لما أذاعه في الشعر من فسق، ولخروجه على قومه، واستعانته بالروم على العرب، فسنّ سنة سيئة نال جزاءها بما أرسل الله عليه من القروح. وقوله: أجزنا: قطعنا. وانتحى: اعترض. والحقف: ما اعوج وتثنىّ من الرمل. والقفاف: جمع قف بالضم، وهو ما ارتفع من الأرض وغلظ، ولم يبلغ أن يكون جبلا. والعقنقل: بوزن سفرجل، المنعقد الداخل بعضه في بعض.
وليس في البيت الثاني شاهد، وإنما ذكرته؛ لأن الشاهد في البيت الأول لا يتضح إلا به، ففي أول البيت «لمّا» وتحتاج إلى جواب، أما الكوفيون فقالوا: جوابها، وانتحى، والواو مقحمة. وأما البصريون فقالوا: إن الجواب محذوف، والتقدير: لما قطعنا ساحة الحيّ وفارقناها، أمنّا من ترصّد الوشاة، أو نلنا ما كنا تمنيناه، وهذا الخلاف جار إذا كان البيت التالي ما ذكرته، ومنهم من يجعل الجواب في بيت تال للأول، وهو قوله:
هصرت بفودي رأسها فتمايلت … عليّ هضيم الكشح ريّا المخلخل
فيكون جواب «لما» هصرت. [الشذور/ والإنصاف/ 457].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید