المنشورات

لعمري لأنت البيت أكرم أهله … وأقعد في أفيائه بالأصائل

هذا البيت من قصيدة لأبي ذؤيب الهذلي أولها:
أساءلت رسم الدار أم لم تسائل … عن السكن أم عن عهده بالأوائل
وقوله: أكرم: فعل مضارع من أكرم. والأفياء: جمع فيء، وهو الظلّ. والأصائل:
جمع الأصيل، وهو الوقت الذي قبل غروب الشمس.
والشاهد: «لأنت البيت أكرم أهله»، فإن الكوفيين يزعمون أن جملة «أكرم أهله» لا محل لها، صلة للبيت. وعندهم أن الاسم الجامد المحلى ب «أل»، مثل: البيت، والدار، والفرس، مثل الأسماء الموصولة، ك «التي والذي» في الحاجة إلى الصلة.
والبصريون ينكرون ذلك لأسباب:
لأن الاسم المحلى ب «أل» يدل على معنى خاص في ذاته، والاسم الموصول لا يدل على ذلك.
وخرجوا البيت على وجهين: الأول: «أنت»، مبتدأ. و «البيت». خبره الأول، وجملة أكرم: خبره الثاني. وتكون «أل» الداخلة على البيت؛ لاستغراق الصفات كالتي في قولهم: أنت الرجل، يريدون أنت الجامع لكل صفات الكمال التي في الرجال. وكأن الشاعر قال: أنت البيت الجامع لكل الصفات المحببة، ثم أخبر عنه مرة أخرى بقوله:
«أكرم أهله». والوجه الثاني: البيت: خبر «لأنت». وأكرم أهله: صفة للبيت، وتكون «أل» الداخلة على البيت، جنسية، والمحلى ب «أل» الجنسية قريب من النكرة.
وقد تكون جملة «أكرم أهله» صلة لموصول محذوف يقع صفة للبيت، والتقدير:
لأنت البيت الذي أكرم أهله [الإنصاف/ 723، والهمع/ 1/ 85، والخزانة/ 5/ 484].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید