المنشورات

كلانا إذا نال شيئا أفاته … ومن يحترث حرثي وحرثك يهزل

هذا البيت، نسبه بعضهم لامرئ القيس من معلقته، ورواه الأكثرون للشاعر تأبط شرّا، والأقوى أنه للأخير؛ لأنه رابع أربعة أبيات تحكي قصة لقاء الشاعر مع الذئب. قال البغدادي في «الخزانة»: وهذا الشعر أشبه بكلام اللص والصعلوك، لا بكلام الملوك.
وقصة لقاء الشعراء بالذئب تتعدد في الشعر العربي. فالفرزدق له أبيات في قصته مع الذئب، والبحتري له قصة طريفة، مثبتة في ديوانه. وقبل البيت:
وواد كجوف العير قفر قطعته … به الذئب يعوي كالخليع المعيّل
فقلت له لما عوى إنّ شأننا … قليل الغني إن كنت لمّا تموّل
وجوف العير: مثل لما لا ينتفع منه بشيء. والخليع: الذي خلعه أهله لجناياته.
والمعيّل: الكثير العيال. ولما تموّل: لما النافية التي تجزم المضارع.
ومعنى البيت الشاهد: من طلب مني ومنك شيئا، لم يدرك مراده.
وقيل معناه: من كانت صناعته وطلبته مثل طلبتي وطلبك في هذا الموضع، مات هزالا؛ لأنهما كانا بواد لا نبات فيه ولا صيد.
والشاهد: «أنّ كلا، وكلتا» لو كانتا مثنيين حقيقة، لم يجز عود ضمير المفرد إليهما، كما عاد ضمير «نال» المفرد إلى «كلا» في هذا البيت، فلما عاد إليها الضمير المفرد، علم أنها مفردة لفظا مثناة معنى، فعاد إليها باعتبار اللفظ، وهو الكثير. ويجوز أن يثنى الضمير العائد إليها باعتبار المعنى. [الخزانة/ 1/ 134].



مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب


تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید