المنشورات

وأوقدت ناري كي ليبصر ضوؤها … وأخرجت كلبي وهو في البيت داخله

نسبوا البيت لحاتم الطائي، ونسب لأبي حية النميري، وهو بهذه الرواية ردّ على الكوفيين في زعمهم أن «كي» ناصبة دائما، فإنها لو كانت ناصبة، لما جاز الفصل بينها وبين الفعل ب «اللام»، وإنما هي هنا بمعنى «اللام»، وسهل
ذلك اختلاف اللفظين، والنصب إنما هو ب «أن» المضمرة بعد «اللام» مثل قول الطرماح:
كادوا بنصر تميم كي لتلحقهم … فيهم فقد بلغوا الأمر الذي كادوا
وخلاصة ما قالوه: أنّ «كي» في مثل هذا الموضوع تكون جارة، و «اللام» بعدها
مؤكدة، والظاهر أن مكان الشاهد مصنوع، ولو قلنا: «كي يبصّر ضوؤها»، لاستقام، وعلى كل حال، فإن البيت يروى في الحماسة بوجه آخر لا شاهد فيه، وهو:
فأبرزت ناري ثم أثقبت ضوءها … وأخرجت كلبي وهو في البيت داخله
وأثقبت النار: أوقدتها حتى سطعت ولاحت. وإنما أخرج كلبه؛ لينبحه فيستدل بنبحه إليه.
وقوله: وهو بالبيت: مبتدأ وخبر، وداخله: بدل من الجار والمجرور.
[الأشموني/ 3/ 280، وشرح أبيات المغني/ 4/ 160].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید