المنشورات

وما سعاد غداة البين إذ رحلوا … إلا أغنّ غضيض الطرف مكحول

لكعب بن زهير، وهو البيت الثاني بعد المطلع. والغداة: مقابل العشيّ، والمراد هنا مطلق الزمن. وإذ: بدل من «غداة». وجمع ضمير «سعاد» في «رحلوا»، باعتبار قومها.
والأغنّ: من وصف الظبي، والغنّة: صوت لذيذ يخرج من الأنف، شبهها بالظبي في النفور. والطرف: العين. والغض: فتور وانكسار يكون في الأجفان.
والشاهد قول ابن هشام: إن بعضهم قال: «غداة البين» ظرف للنفي، وأما ابن هشام في شرح القصيدة، فيرى أن تعلق الظرف ب «كاف» التشبيه المحذوفة. وأصل الكلام:
«سعاد كاغنّ ...»، ولأن حرف التشبيه مقدر بعد «إلا»، وما بعد «إلا» لا يعمل فيما قبلها، رأى ابن هشام تقديره مقدما داخلا على «سعاد»، أي: «وما كسعاد إلا ظبيّ ...» على التشبيه المقلوب. ويرى البغدادي: تعلقه بمضاف محذوف،
والتقدير: وما وصف سعاد غداة البين إلا كوصف ظبي.
وقوله: «وما سعاد»، قال ابن هشام: الواو عاطفة على الفعلية «بانت سعاد»، لا على الاسمية «فقلبي اليوم متبول». وسعاد: مبتدأ، لا اسم ل «ما»؛ لانتقاض النفي ب «إلا»، والأصل: «وما هي»، فأناب الظاهر عن المضمر، والذي سهله أنهما في جملتين وفي بيتين، وأن بينهما جملة فاصلة، وأن اسم المحبوب يتلذذ بإعادته.



مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب


تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید