المنشورات

ولو انّ ما عالجت لين فؤاده … فقسا استلين به للان الجندل

للأحوص بن محمد الأنصاري، من قصيدة مدح بها عمر بن عبد العزيز، ومطلعها:
يا بيت عاتكة الذي أتعزّل … خوف العدى وبه الفؤاد موكّل
وقبل البيت:
أصبحت أمنحك الصدود وإنني … قسما إليك مع الصدود لأميل
فصددت عنك وما صددت لبغضة … أخشى مقالة كاشح لا يعقل
ومعنى البيت الشاهد: لو أنّ الذي عالجت به لين فؤاد الكاشح، استلنت به الجندل، للان، فلم يؤثر، بل قسا واشتدّ أكثر مما كان قبل.
وقوله: ولو انّ: بفتح واو «لو» وحذف فتحة «أنّ»؛ لاستقامة وزن الشطر على البحر الكامل، وإذا حققنا الهمزة، وسكنا الواو، صار الشطر من البحر الطويل، والبيت شاهد على حذف العائد بعد «عالجت»، والأصل: لو أن ما عالجت به، فحذف العائد المجرور على خلاف القياس، اكتفاء بالمذكور بعد «استلين»، فإنه عائد على «ما» الموصولة أيضا، وجملة «عالجت» صلة، و «لين»: مفعوله، ويجوز أن يكون مفعوله ضمير «الكاشح»، و «لين»: مفعولا لأجله. فقسا: معطوف على «عالجت» بالفاء، وفاعله ضمير «الكاشح».
وقوله «استلين»، يروى بالبناء للمجهول، والجندل: نائب فاعل، وفاعل «لان» ضمير.
والأقوى أن يكون «استلين» مبنيا للمعلوم، مع تخفيف وتسهيل الهمزة، وفاعله ضمير المتكلم، والجملة خبر «أنّ»، ومفعوله محذوف، وهو ضمير الجندل، وهذا من باب التنازع؛ لأن «استلين» و «لان» عاملان يطلبان الجندل معمولا، والأول يطلبه مفعولا، والثاني يطلبه فاعلا، فأعمل الثاني لقربه، وأضمر للثاني وحذف؛ لأنه فضلة. وقوله «للان» جواب «لو». [شرح المغني/ 6/ 246].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید