المنشورات

وأكذب النّفس إذا حدّثتها … إنّ صدق النّفس يزري بالأمل

قاله لبيد بن ربيعة. قالوا: ومن الأفعال الجامدة «كذب» التي تستعمل للإغراء بالشيء والحثّ عليه، ويراد بها الأمر به ولزومه وإتيانه، لا الإخبار عنه، ومنه قولهم: كذبك الأمر، وكذب عليك، يريدون الإغراء به والحمل على إتيانه، أي: عليك به فالزمه وائته، وقولهم: كذبك الصيد، أي: أمنك، فارمه، وأصل المعنى: كذب فيما أراك وخدعك ولم يصدقك، فلا تصدقه فيما أراك، بل عليك به والزمه وائته، ثم جرى هذا الكلام مجرى الأمر بالشيء والإغراء به والحث عليه والحضّ على لزومه وإتيانه من غير التفات إلى أصل المعنى؛ لأنه جرى مجرى المثل، والأمثال لا يلاحظ فيها أصل معناها وما قيلت بسببه، وإنما يلاحظ فيها المعنى المجازي الذي نقلت إليه. وهذا الكلام إما من قولهم: كذبته عينه، أي: أرته ما لا حقيقة له. وإما من قولهم: «كذب نفسه، وكذبته نفسه»، إذا غرّها أو غرّته، وحدثها أو حدثته بالأماني البعيدة.
ومعنى البيت: نشطها وقوّها ومتنها، ولا تثبطها، فإنك إن صدقتها، أي: ثبطتها وفترتها، كان ذلك داعيا إلى عجزها وكلالها وفتورها خشية التعب في سبيل ما أنت تريده. [الحماسة/ 148، والخزانة/ 5/ 112].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید