المنشورات

ليت التحيّة كانت لي فأشكرها … مكان يا جمل حيّيت يا رجل

البيت لكثير عزّة: وقوله: فأشكرها: منصوب ب «أن» مضمرة بعد «فاء» السببية؛ لأنه في جواب التمني. و «مكان»: منصوب على الظرفية.
والشاهد: «يا جمل»، حيث نونه مضموما وحقّه البناء على الضم بدون تنوين. ويروى بالنصب، والأول أشهر.
ويا رجل: بضم بلا تنوين، لأنه منادى مفرد معرفة بالقصد (نكرة مقصودة). [الأشموني ج 3/ 144، والهمع ج 1/ 173، والشعر والشعراء ص 418]. وقصة البيت: أن كثيرا مرّ بربع عزّة فقال: السّلام عليك يا عزّة، فقالت: عليك السّلام يا جمل، فقال كثير: يخاطب جمله:
حيّتك عزّة بعد الهجر وانصرفت … فحيّ ويحك من حيّاك يا جمل
لو كنت حيّيتها ما زلت ذا مقة … عندي وما مسّك الإدلاج والعمل
ليت ... الخ، وفي الشعر والشعراء «يا جملا».
قال أبو أحمد: وقصة كثير مع عزّة، جميلة وممتعة من الناحية الفنيّة فقط. وقلت:
من الناحية الفنيّة؛ لأن كثيرا من أخبارهما موضوع وضعا فنيّا، ولا حقيقة له. فإذا مررت أيها القارئ بقصة كثير، وأحببت أن تقضي معها ساعات، فانس أن ذلك تاريخ واقع، وانس أن كثيّرا كان في القرن الأول. وإنما هو كثير كان يعيش في الدنيا. وإذا أسقطها تاريخيا، لا يعني ذلك أنها تسقط أدبيا، بل هي من روائع الأدب، ولا يشترط في الأدب أن يكون واقعا، بل يشترط فيه إمكان وقوعه، ويمثل نماذج إنسانية في مكان ما من العالم، والله أعلم.




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید