المنشورات

السالك الثّغرة اليقظان كالئها … مشي الهلوك عليها الخيعل الفضل

البيت للمنتخل الهذلي، من قصيدة رثى بها ابنه، وقوله: السالك: أي: هو السالك.
ويجوز نصبه على المدح، أي: أعني السالك. والثغرة: الموضع يخاف دخول العدو
منه. وكالئها: حافظها. والهلوك من النساء: التي تتبختر وتتكسر في مشيتها، وقيل: هي الفاجرة التي تتواقع على الرجال. والخيعل: ثوب يخاط أحد شقيه ويترك الآخر.
والفضل: المرأة إذا كان عليها قميص ورداء، وليس عليها إزار ولا سراويل. يقول: هو الذي من شأنه سلوك
موضع المخافة، يمشي متمكنا غير خائف ولا هيوب، كمشي المرأة المتبخترة الفضل. والثغرة: منصوب بالسالك، كقولك: الضارب الرجل، ويجوز خفضها.
واليقظان: صفة «الثغرة» نصبتها أو خفضتها، وارتفع به «كالئها». ومشي: منصوب بتقدير: تمشي مشي الهلوك، وقد ينصب بالسالك؛ لأن السالك يقطع الأرض بالمشي.
والشاهد: «الفضل»، نعت للهلوك على الموضع؛ لأنها فاعلة للمصدر الذي أضيف إليها.
والتقدير: تمشي كما تمشي الهلوك الفضل. وإذا صحّ أن «الفضل»، صفة ل «لخيعل»، فلا شاهد فيه. وحول البيت نقاش نحوي طويل في [الخزانة ج 5/ 12 - 13، وص 101 - 103]، فاحرص على قراءته. [الأشموني والعيني ج 2/ 290، والخزانة كما سبق].
قال أبو أحمد: إن تشبيه الشاعر ابنه الشجاع البطل بالمرأة الهلوك في مشيتها، بعيد عن الذوق. فذاك شجاع لا يدخل الخوف قلبه لشجاعته، ولقدرته على منازلة الأعداء.
وأما الهلوك، فإن شجاعتها مستمدة من كونها خلعت ربقة الحياء، تدلّ بفجورها، والبون بعيد بين الاثنين.




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید