المنشورات

وسمر ظماء واترتهنّ بعد ما … مضت هجعة عن آخر اللّيل ذبّل

هذه الأبيات الثلاثة، لكعب بن زهير.
وقوله: فلم يجدا، يعني: الغراب والذئب، وقد ذكرهما في قوله قبل ذلك ببيتين:
غراب وذئب ينظران متى أرى … مناخ مبيت أو مقيل لمنزل
يقول: لم يجدا بالمنزل إلا موضع إناخة مطيته، وقد تجافى بها عن أن يمس بطنها الأرض؛ لضمرها. والزور: ما بين ذراعيها من صدرها.
وقوله: ومفحصها: المفحص: موضع فحصها الحصى عند البروك، والفحص:
البحث، أي: تفحص الأرض عنها بجرانها، وهو ما ولي الأرض من عنقها. والمثنى:
موضع الثني، يعني: موضع قوائمها حين ثنيها للبروك.
والنواجي: السريعة. ولم يخنهن مفصل، أي: مفاصلها قوية تمنح أرجلها التماسك والشدة.
والسمر في البيت الثالث: يعني البعر.
وظماء: يابسة؛ وذلك لأن الناقة قد عدمت المرعى الرطب، ولم تشرب الماء أياما؛ لأنها في فلاة.
واترتهنّ: تابعت بينهن عند انبعاثها.
والهجعة: النومة في الليل، يعني: نومة المسافر في آخر الليل.
والذبل: جمع ذابلة، أراد به اليبس أيضا، وهو من صفة السمر.
والشاهد في البيت الثالث: رفع «السمر» حملا على المعنى، كأنه قال: في ذلك المكان كذا وكذا، وكان الوجه النصب، لو أمكنه. وتفسير هذا التخريج: أن الشاعر قال:
فلم يجدا إلا مناخ: مفعول به منصوب.
ومفحصها: معطوف بالنصب.
ومثنى نواج: مثنى معطوف منصوب، ونواج: مضاف إليه. ثم قال: وسمر: بالرفع.
فاقتضى التوجيه؛ لأنه جاء بالقافية «ذبّل» مرفوعة، وهي من صفة «سمر»، فكأنّ الشاعر قطع العطف، واستأنف بقوله: «وسمر»، فقدّر الكلام: «وثمّ سمر ظماء»، أي: وهناك سمر ظماء. [سيبويه/ 1/ 173، هارون].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید