المنشورات

ولا زال قبر بين تبنى وجاسم … عليه من الوسميّ جود ووابل فينبت حوذانا وعوفا منوّرا … سأتبعه من خير ما قال قائل

البيتان للنابغة الذبياني، في رثاء النعمان بن الحارث الغساني. وتبنى: بلدة بحوران، من أعمال دمشق، وكذلك «جاسم»: موضع قريب من دمشق. والجود والوابل: أغزر المطر. وخصّ الوسميّ؛ لأنه أطرف المطر عندهم؛ لإتيانه عقب القيظ. والبيت الأول في الديوان:
سقى الغيث قبرا بين بصرى وجاسم … بغيث من الوسميّ قطر ووابل
قال ياقوت: قصد الشعراء بالاستسقاء للقبور - وإن كان الميت لا ينتفع به - أن ينزله الناس، فيمرون على ذلك القبر، فيرحمون من فيه.
والحوذان والعوف: نباتان طيبا الريح، والحوذان أطيب. سأتبعه: أي: سأثني عليه بخير القول، وأذكره بأحسن الذكر.
والشاهد: «ولا زال ... فينبت». فقوله: ولا زال: دعاء.
وقوله: فينبت: جاء مرفوعا بعد الفاء؛ لأنه لم يشأ أن يجعله سببا، وإنما جعله خبرا ولم يجعله جوابا.
قال سيبويه: وذلك أنه لم يرد أن يجعل النبات جوابا لقوله: «ولا زال»، ولا أن يكون متعلقا به، ولكنه دعا، ثم أخبر بقصة السحاب، كأنه قال: فذاك ينبت حوذانا. قال الخليل: ولو نصب «فينبت»، لجاز. ولكنا تلقيناه مرفوعا. [سيبويه/ 3/ 36، هارون].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید