المنشورات

ظنّي بهم كعسى وهم بتنوفة … يتنازعون جوائز الأمثال

البيت لابن مقبل، وهو شاعر إسلامي.
وقوله: ظنّي بهم، أي: يقيني بهم. فالظنّ هنا: بمعنى اليقين، كقوله تعالى في سورة القيامة: وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ. [الآية:
28]. وظني: مبتدأ: خبره «كعسى»، أي: يقيني بهم، كشكّ في حال كونهم في الفلاة (التنوفة)، إذ لست أعلم الغيب، يريد أنه لا يقين له بهم. ويتنازعون: يتجاذبون. وجوائز الأمثال، أي: الأمثال السائرة في البلاد من جاز البلاد، قطعها، وهو كقولنا: يتجاذبون أطراف الحديث، ويروى: جوائب الأمثال.
والمشكل في البيت «كعسى»، هل هي بمعنى اليقين، أو بمعنى الشك. فقد افترقوا شيعا حول الجوابين. وأنا أرجح أن ابن مقبل لم يقل هذا البيت، وإن كان قاله، لم يقل:
(ظني بهم كعسى)، لأن ابن مقبل شاعر مخضرم، وكان جوّاب صحارى، وإفراد «عسى» بصفتها فعلا، لم يكن إلا عند المتأخرين، ثم إنه شبه «الظنّ»، وهو اسم ب «عسى»، وهو فعل، فنحن لا نقول: أكلي كشرب. [الخزانة ج 9/ 313، وشرح المفصل ج 7/ 120، واللسان «جوز، عسى»].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید