المنشورات

لن تزالوا كذلكم ثم لا زلت … لكم خالدا خلود الجبال

البيت للأعشى ميمون، من قصيدة مدح بها الأسود بن المنذر اللخمي، ومطلعها:
ما بكاء الكبير بالأطلال … وسؤالي فما يردّ سؤالي
وأنشدوا البيت على أن (لن) فيه للدعاء. واستدلوا على كونها للدعاء، كونه عطف قوله: (لا زلت لكم)، وهو دعاء، وإذا كانت (لن) خبرا، لزم عطف الإنشاء على الخبر.
وردّ بأن الدعاء لا يكون للمتكلم، وإنما يكون للمخاطب أو الغائب. والحقيقة أن البيت حرّفه النحاة، وروايته الصحيحة.
لن يزالوا كذلكم ثم لا زلت … لهم خالدا خلود الجبال
فالضمير في (يزالوا) بالياء، يعود على من أسر وسبى من الأعداء، وكان اللخمي قد غزا أسدا فأباح حيّهم، ثم جاءه الأعشى وأنشده القصيدة، وطلب منه إرجاع ما أخذ.
وقوله: لا زلت خطاب للخمي. وبهذا يستقيم المعنى. وهكذا ترى أن النحويين - رحمهم الله - يقيمون وليمة أحيانا على ما حرّفوا من الكلام، والله يحفظهم، ويغفر لهم.
[شرح أبيات المغني ج 5/ 156، والهمع ج 2/ 4، والأشموني والصبان ج 3/ 278].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید