المنشورات

أصاح ترى برقا أريك وميضه … كلمع اليدين في حبيّ مكلّل

البيت لامرئ القيس. وقوله: أصاح، الهمزة: لنداء القريب، وصاح: مرخم صاحب. وترى: أصله أترى؛ فحذف همزة الاستفهام. والوميض: اللمعان. والّلمع:
التحرك والتحريك، جميعا. والحبيّ: السحاب المتراكم، سمي به؛ لأنه حبا بعض إلى بعض، أي: تراكم وجعله مكلّلا؛ لأنه صار كالإكليل لأسفله. يقول: يا صاحبي هل ترى برقا أريك لمعانه في سحاب متراكم صار أعلاه كالإكليل لأسفله، أو في سحاب متبسم بالبرق، يشبه برقه تحريك اليدين. وتقدير البيت: أريك ومضه في حبيّ مكلل كلمع

اليدين. شبه لمعان البرق وتحريكه بتحرك اليدين.
وقوله: في حبيّ، متعلق ب «وميضه». وفي البيت شاهدان:
الأول: أصاح؛ فالكلمة مؤلفة من حرف النداء، ومنادى مضاف لياء المتكلم، وقد رخمه الشاعر بحذف ياء المتكلم، وحذف حرف من أصل الكلمة وأصله. صاحبي. وهذا الترخيم شاذ، ولا يكون مثله عند البصريين إلا في ضرورة الشعر؛ لأنهم لا يجيزون ترخيم الاسم المضاف.
قلت: أما ترخيم صاحبي، فلا شذوذ فيه، لأنه كثر في كلامهم، والشواهد عليه كثيرة، وكأنه ثبت عند الشعراء أنه قائم على ثلاث حروف «صاح»، ويرخمونه أيضا في النثر.
الثاني: روى سيبويه البيت (أحار ترى برقا) أراد يا حارث، فرخم بحذف الثاء، وهو عند سيبويه قليل بالنسبة لترك الترخيم. ولكنه قال: قد كثر عندهم ترخيم حارث، ومالك وعامر، لكثرة استعمالها في الشعر، والأصل في الترخيم حذف ما آخره تاء في النداء، ثم توسعوا. [الإنصاف ص 684، والخزانة ج 9/ 425، وكتاب سيبويه ج 1/ 335].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید