المنشورات

لاتنه عن خلق وتأتي مثله … عار عليك إذا فعلت عظيم

قاله: أبو الأسود الدؤلي، وقبل هذا البيت قوله:
يا أيها الرجل المعلّم غيره … هلّا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السّقام وذي الضنى … كيما يصحّ به، وأنت سقيم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيّها … فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك يسمع ما تقول ويشتفى … بالقول منك وينفع التعليم
وقوله: عار عليك: مبتدأ وخبر - وعظيم: صفة للمبتدأ، والصفة سوغت الابتداء بالنكرة.
والشاهد: وتأتي .. حيث نصب المضارع بأن مضمرة وجوبا بعد الواو الدالة على المعية في جواب النهي. [شرح المفصّل/ 2/ 15، وشذور الذهب/ 238 وو سيبويه/ 1/ 424، والأشموني ج 2/ 207، وشرح أبيات المغني/ 6/ 112، والخزانة/ 8/ 564]. هذا والبيت الشاهد، يروى للأخطل، ويروى لسابق البربري، وللطرمّاح، وللمتوكّل الليثي. قلت: وهذا عيب في هذا الشاهد، وفي كلّ شاهد، تتعدد انتماءاته.
وما الفرق بين الشاهد المجهول القائل، والشاهد الذي ينسب لعدد من الشعراء كلاهما مجهول والفرق أن الشاهد المجهول القائل، لم ينحل لأحد من الشعراء، وأما المنسوب،
فهو منحول .. وما سمي الشاهد الشعريّ شاهدا، إلا لأنه معلوم الهويّة والنسبة، يشهد في قضية لغوية كالشاهد الذي يدعى للشهادة في قضية أمام القاضي، وإذا كان الشاهد غير معروف فإن القاضي لا يقبل شهادته، ثم إن البيت «لا تنه .. الخ» لا يصلح شاهدا على نصب المضارع بعد واو المعية، لأن وزن البيت (الكامل) يستقيم بتحريك الياء من (تأتي) وبإسكانها على أنه مرفوع.




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید