المنشورات

وفاؤكما كالرّبع أشجاه طاسمه … بأن تسعدا والدّمع أشفاه ساجمه

مطلع قصيدة للمتنبي. الطاسم: الدارس.
خاطب صاحبيه وقد كانا عاهداه بأن يسعداه ببكائهما عند ربع أحبته فقال: وفاؤكما بإسعادي شبه للربيع ثم بيّن وجه الشبه بينهما بقوله: أشجاه طاسمه، يعني أن الربع إذا تقادم عهده فدرس، كان أشجى لزائره: أي: أبعث لشجوه وحزنه لأنه لا يتسلى به المحب كما يتسلى بالربع الواضح وكذلك الوفاء بالإسعاد إذا لم يكن بدمع ساجم أي:
هامل كان أبعث للحزن، فأراد: ابكيا معي بدمع ساجم، فإن الدمع أشفى للغليل إذا سجم كما أن الربع أشجى للمحب إذا عفا وطسم.
وقوله: بأن تسعدا: المصدر المجرور متعلق في المعنى بالوفاء لأنه أراد «وفاؤكما بأن تسعدا كالربع»، فلما فصل بينهما بأجنبي وجب عند النحويين تعليقه بمضمر، تقديره «وفيتما بأن تسعدا».
ووفاؤكما: مبتدأ. خبره كالربع. وفيه مجيء. الخبر عن اسم قبل أن تأتي مكملاته، وهو الجار والمجرور. [شرح أبيات المغني/ 7/ 167].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید