المنشورات

فأصبح بطن مكّة مقشعرّا … كأنّ الأرض ليس بها هشام

من شعر للحارث بن أميّة الأصغر، رثى بها هشام بن المغيرة، وهشام، هو أبو عثمان ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم - وكان سيدا مطاعا في الجاهلية، وكانت تؤرخ قريش بموته كما تؤرخ بعام الفيل. والشاعر القائل، جاهلي. والبيت شاهد على أنّ «كأنّ» فيه عند الكوفيين للتحقيق. وقال المبرد في الكامل: يقول: هو وإن كان مات، فهو مدفون في الأرض، فقد كان يجب من أجله أن لا ينالها جدب. وهذا التفسير على قول من جعل «كأنّ» من هذا البيت بمعنى التعجب، فكأنه يعجب من إجداب الأرض وهشام مدفون فيها. وإنما كان ينبغي أن لا تجدب لكونه فيها.
وبعضهم يجعلها بمعنى «الشكّ» ومعناه: إن الأرض أجدبت حتى ظنّ وتوهم أن هشاما ليس مدفونا فيها. ومن ذهب إلى أنّ «كأنّ» هنا للتحقيق، يكون المعنى: إنّ الأرض
أجدبت وهشام ليس فيها، أي: ليس على ظهرها. وقيل: إن الكاف من كأن للتعليل المرادفة للام. أي «لأن الأرض ليس بها هشام». وعلى هذا حمل قوله تعالى وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ [القصص: 82] فقيل: معناه: أعجب لأنه لا يفلح الكافرون. [شرح أبيات المغني/ 4/ 169].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید