المنشورات

الشّعر صعب وطويل سلّمه … إذا ارتقى فيه الذي لا يعلمه

زلّت به إلى الحضيض قدمه … يريد أن يعربه فيعجمه
فالشعر لا يستطيعه من يظلمه
هذا الرجز، للحطيئة جرول بن أوس. ومعناه: أن من لا يعرف أساليب الكلام ولا يستطيع توفية كلّ مقام حقّه من العبارة، إذا تعاطى الشعر، يريد أن يأتي به عربيا فصيحا، فيزلّ بسبب جهله بمقتضيات الأحوال فيعجمه - أي: يأتي به عجميا. لا رونق له ولا فصاحة.
وقوله: لا يستطيعه من يظلمه: يقول: من ليس من رجال الشعر، إذا تعاطى نظمه ظلمه ولم يستطع أن يأتي به كما ينبغي.
والشاهد: قوله: فيعجمه: برفع الميم من الفعل المضارع، لأن القوافي كلها مرفوعه.
والمعنى: فإذا هو يعجمه. ولا يجوز نصبه على تقدير «أن» عطفا على سابقه، لفساد المعنى، لأنه لا يريد إعجامه.
قالوا: إذا رأيت الفعل منصوبا، وبعده فعل قد نسّق عليه بواو أو فاء أو «ثم» أو «أو» فإن كان يشاكل معنى الفعل الذي قبله نسقته عليه وإن رأيته غير مشاكل معناه، استأنفته فرفعته. وهذا حال الفعل «فيعجمه» رفعه على المخالفة، لأنه يريد أن يعربه، ولا يريد أن يعجمه. [شرح أبيات المغني/ 4/ 57].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید