المنشورات

شمّ مهاوين أبدان الجزور مخا … ميص العشيّات لا خور ولا قزم

وقبل البيت:
يأوي إلى مجلس باد مكارمهم … لا مطمعي ظالم فيهم ولا ظلم
وقوله: يأوي: فاعله ضمير مستتر. والمجلس: موضع الجلوس، وقد أطلق هنا على أهله، تسمية للحالّ، باسم المحلّ، يقال: انفضّ المجلس. بدليل الأوصاف التالية، ولهذا عاد الضمير إليه من «مكارمهم» بجمع العقلاء. وباد:
بمعنى ظاهر، نعت سببي لمجلس.
وقوله: لا مطمعي: صفة ثانية لمجلس. وأصله مطمعين، حذفت نونه للإضافة.
وقوله: ولا ظلم: جمع ظلوم صفة ثالثة لمجلس. يريد: أن الناس قد عرفوا أنه من ظلمهم انتصفوا منه، فليس أحد يطمع في ظلمهم، ولا هم يظلمون أحدا.
وقوله: شمّ، جمع أشم: صفة رابعة لمجلس. وصفهم بالارتفاع إما في النسب أو الكرم أو القدر أو العزّة.
وقوله: مهاوين: صفة خامسة لمجلس، وهو مجرور بالفتحة، لأنه على صيغة منتهى الجموع، وهو جمع مهوان، مبالغة مهين، من أهانه، أي: أذله، والأبدان هنا: جمع بدن، وهو من الجسد ما عدا الرأس واليدين والرجلين، وإنما آثر ذكره على غيره، لإفادة زيادة وصفهم بالكرم، فإنهم إذا فرقوا أفضل لحم الجزور، فتفريق ما سواه يكون بالطريق الأولى، والإضافة، من إضافة بعض الشيء إلى كله، والجزور: يقع على الذكر والأنثى من الإبل خاصة، والجمع جزر، وجزائر، ولفظ الجزور أنثى، فيقال: رعت الجزور.
ومخاميص: صفة سادسة لمجلس مجرور بالكسرة لأنه مضاف، وهو جمع مخماص، مبالغة خميص، من خمص إذا جاع. والعشيات: جمع عشي، من صلاة المغرب إلى
العتمة يريد أنهم يؤخرون العشاء لأجل ضيف يطرق، فبطونهم خميصة في عشياتهم لتأخر الطعام عنهم.
وقوله: لا خور بالجر، صفة سابعة لمجلس والخور الضعفاء عند الشدة جمع أخور وقوله: ولا قزم: بالجرّ صفة ثامنة، وهو بفتح القاف والزاي. والقزم بالتحريك الدناءة والقماءة، والقزم: رذّال الناس وسفلتهم، يقال: رجل قزم والذكر والأنثى والواحد والجمع فيه سواء، لأنه في الأصل مصدر.
والشاهد: مهاوين، جمع مهوان، من أهان، وبناء مهوان من أفعل قليل نادر، والكثير من «فعل». وعلى أن ما جمع من اسم الفاعل، يعمل عمل المفرد، لأنه نصب «أبدان» على المفعولية.
والبيتان منسوبان للكميت بن زيد الأسدي، وإلى تميم بن أبيّ بن مقبل. [كتاب سيبويه ج 1/ 59، وشرح المفصل: ج 6/ 74، 76، والهمع ج 2/ 97، والعيني ج 3/ 569 والخزانة ج 8/ 150].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید