المنشورات

قد أوبيت كلّ ماء فهي صاوية … مهما تصب أفقا من بارق تشم

البيت للشاعر ساعدة بن جؤيّة، من قصيدة رثى بها من أصيب من قومه يوم معيط، وهو شاعر مخضرم، وشعره محشوّ بالغريب والمعاني الغامضة، والبيت في سياق أبيات يذكر فيها أنه لا يخلد حيّ مهما طال أجله، وتحصّن في الجبال، وعاش في الفيافي البعيدة. ويضرب أمثلة بالوعول، وجماعات البقر الوحشي، والبيت في سياق وصف قطيع من البقر.
وقوله: أوبيت: أي منعت، أو منعت كلّ ماء، أي: قطع عنها. وصاوية: يبست من العطش. وفي رواية (طاوية).
وقوله: مهما .. الخ: أي: ناحية من بارق، أي: من سحاب فيه برق. وتشم: تنظر إليه. والضمير يرجع إلى القطيع، والإشكال في «مهما» وفيه آراء: الأول: أنها حرف شرط مثل «إن» - والثاني: أنها مفعول «تصب» واقفا: ظرف. ومن بارق: تفسير لمهما، أو متعلق بتصب، فمعناها التبعيض والمعنى: أيّ شيء تصب في أفق من البوارق تشم.
والثالث: مهما: ظرف زمان، والمعنى: أيّ وقت تصب بارقا من أفق، فقلب الكلام. أو «في أفق بارقا» فزاد «من» واستعمل «أفقا» ظرفا. [الخزانة ج 8/ 163، وشرح أبيات مغني اللبيب ج 5/ 345. والهمع ج 2/ 57 واللسان (أبي)].



مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید