المنشورات

هما نفثا في فيّ من فمويهما … على النابح العاوي أشدّ رجام

البيت للفرزدق من قصيدته التي قالها آخر عمره تائبا إلى الله مما فرط منه من مهاجاته الناس وقذف المحصنات، وذمّ فيها إبليس لإغوائه إياه في شبابه وقبل البيت الشاهد:
وإنّ ابن إبليس وإبليس ألبنا … لهم بعذاب الناس كلّ غلام
وقوله: ألبنا: سقيا اللبن. يريد أنّ إبليس وابنه سقيا كلّ غلام من الشعراء هجاء وكلاما، خبيثا.
وقوله: هما نفثا: ضمير التثنية راجع إلى إبليس وابنه. ونفثا: أي: ألقيا على لساني.
والنابح: أراد به من يتعرض للهجو والسب من الشعراء، وأصله في الكلب ومثله العاوي، والرّجام: مصدر راجمه بالحجارة أي: راماه. جعل الهجاء كالمراجمة لجعله الهاجي كالكلب النابح. والبيت شاهد على أن الشاعر جمع بين
البدل والمبدل منه وهما الميم والواو في «فمويهما» وزعموا أن الميم في «فم» بدل من الواو في «فوه» فإذا رجعت الواو، كان يحسن أن تحذف الميم. وقولهم: هذا الحرف مبدل من ذاك أمر فرضي وليس وصفا لواقع. والأحسن أن تقول: إن الفم، هي لغة، وأن (فو) لغة وأن «فمو» لغة. والله أعلم. [سيبويه ج 2/ 83، والخصائص ج 1/ 170 و/ 3/ 147.
والإنصاف ص 345، والهمع ج 1/ 51].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید