المنشورات

أسيّد ذو خريّطة نهارا … من المتلقّطي قرد القمام

البيت للفرزدق. والقرد: بالتحريك: ما تمعط من الوبر والصوف وتلبد، وقيل نفاية الصوف خاصة، ثم استعمل فيما سواه من الوبر والشعر والكتان. والخريّطة: مصغر خرطة، وهو شبه الكيس، يصنع من قماش. والقمام: الكناسة، أو القمامة. قال ابن منظور: يعني بالأسيّد هنا «سوداء» وقال من المتلقطي قرد القمام، ليثبت أنها امرأة، لأنه لا يتتبع قرد القمام إلا النساء. قال: وهذا البيت مضمن لأنه قوله أسيدّ، فاعل بما قبله، ألا ترى أن قبله:
سيأتيهم بوحي القول عنّي … ويدخل رأسه تحت القرام
القرام: بكسر الراء، ثوب من صوف ملوّن فيه ألوان من العهن، وهو صفيق يتخذ سترا وقيل: هو الستر الرقيق، والقرام: سترفيه رقم ونقوش. والقرام: ثوب من صوف غليظ جدا يفرش في الهودج. وقيل غير ذلك مما لا يخرج عن المنسوج. قال ابن سيدة:
وذلك أنه لو قال، أسيّد ذو خريطة نهارا، ولم يتبعه ما بعده لظنّ رجلا فكان ذلك عارا بالفرزدق وبالنساء، فانتفى من هذا وبرأ النساء منه بأن قال: من المتلقطي قرد القمام، ليثبت أنها امرأة، لأنه لا تتبع قرد القمام إلا النساء، يقول: من اللائي يتتبعن القرد في القمامات ويلتقطنه ليغزلنه بعد أن يفنى غزلهن. عنى أنه يدسّها إلى من يحب.
والشاهد: المتلقطي قرد: حذف النون من جمع اسم الفاعل، لإضافته إلى «قرد» ولو أثبت النون لنصب ما بعده. [سيبويه/ 1/ 185، هارون، واللسان «قرد»].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید