المنشورات

نستوقد النّبل بالحضيض ونص … طاد نفوسا بنت على الكرم

في الحماسة: قال بعض بني بولان من طيّئ، ويسبق البيت بيت هو:
نحن حبسنا بني جديلة في … نار من الحرب جحمة الضّرم
يقول: حبسنا هؤلاء القوم على نار من الحرب شديدة الالتهاب.
وقوله: نستوقد النبل. من فصيح الكلام، كأنه جعل خروج النار من الحجر عند صدمة النبل، استيقادا منهم. يقول: تنفذ سهامنا في الرّميّة حتى تصل إلى حضيض الجبل، فتخرج منه النار، لشدّة رمينا وقوة سواعدنا، ونصيد بها نفوسا مبنية على كرم، أي: نقتل الرؤساء، ومن تكرم نفسه وتعزّ حياته. فالحضيض: قرار الأرض عند سفح الجبل.
وقوله بنت: أصله بنيت، فأخرجه على لغة طيّئ، لأنهم يقولون في (بقي) «بقى» وفي «رضي» و «رضى» كأنهم يفرّون من الكسرة بعدها ياء إلى الفتحة، فتنقلب الياء ألفا. قال أبو أحمد:
قوله: كأنهم يفرّون .. الخ يعللون بهذا اللفظ (الفرار) كثيرا مما يفعله العرب من الإعلال والإبدال. وربّما كانت الكلمة غير دقيقة في وصف ما يحصل. وأنا أقول: إن لهجة القول، ينطق بها الناطق وهو لا يدري، ولعلّ ذلك من تأثير البيئة الجغرافية، وتأثير المكان والهواء، والماء، فتجد كل بقعة أو إقليم صغير، له طريقة في نطق بعض الحروف، تعرف إقليمه منها، وتبقى موروثة متناقلة حتى لو انتقل هؤلاء جماعيا إلى إقليم آخر، وسكنوا ... مجتمعين. وما يتركه قوم من طرق النطق، يتكلم به آخرون، فبعض الأقاليم يقولون (كيف حالك) بالألف في (حالك) وبعضهم ينطقها «حولك» وبعضهم يقول: خبز: بضم الباء، وبعضهم يقول: خبز، بكسر الباء و (بندورة) بسكون النون، وبندورة، بفتح النون. قالوا: وبلفظة بندورة، كان اليهود يميزون بين اللبناني والفلسطيني، عند ما اجتاحوا لبنان، في إحدى سنوات المحن التي توالت على الناس.
[الحماسة، بشرح المرزوقي ص 165 واللسان (بني)].





مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید