المنشورات

قد بتّ أحرسني وحدي ويمنعني … صوت السباع به يضبحن والهام

البيت، لأبي دواد الإيادي، الجاهلي. أو للنمر بن تولب، المخضرم ... ولكن يصحّ منه الشطر الثاني فقط، أما الشطر الأول فهو محرّف. وقد نقله ابن هشام في المغني بهذه الصورة، وابن عصفور في كتاب الضرائر. وشاهدهم فيه «أحرسني» على أنه عدّى «أحرس» المسند لضمير المتكلم المتصل، إلى الضمير المتصل، وهو ياء المتكلم، مع أنه ليس من باب (ظنّ، وفقد، وعدم) وملخصه أن أفعال باب ظنّ، يصح أن يكون فاعلها ومفعولها واحدا، كقولك «أظنني فعلت كذا، وأحسبني قرأت كذا فالفاعل «أنا» و «ياء المتكلم» أنا. وقد استعمل الشاعر في البيت الفعل أحرس، استعمال ظن وأخواتها، وهذا غير جائز. ولكن الشاعر لم يقل الشطر الأول على هذه الصورة وإنما جاء في شعر للنمر بن تولب كما يأتي، مع بيت قبله:
ومنهل لا ينام القوم حضرته … من المخافة أجن ماؤه طامي
قد بت أحرسه ليلا ويسهرني … صوت السباع به يضبحن والهام
وقوله: ومنهل: أي: وربّ منهل. وحضرته: أي: من حضوره. وأجن: بفتح الألف وسكون الجيم. قد أنتن وتغيرت ريحه. وماء طام: أي: مرتفع لقلة الورّاد.
وقوله: والهام: معطوف بالجرّ على السباع، جمع هامة، وهو من طير الليل.
.. ومثل الرواية السابقة جاء في شعر لأبي دواد الإيادي، وبهذا لا يكون فيه شاهد فأنت تلاحظ، أنهم يحرّفون بيت الشعر، ويقيمون عليه وليمة نحوية. ومما حرفوه في البيت أيضا قوله «يضبحن» وهو من الضبح، بالضاد المعجمة، يقال ضبح الثعلب يضبح وكذلك البوم. فقال بعض النحويين: إن أصبح تكون زائدة واستشهد بهذا (البيت، فقال:
(يصبحن) بالصاد المهملة من أصبح. وانظر. [شرح أبيات مغني اللبيب ج 3/ 280] والمغني بالرقم 257].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید