المنشورات

أيها المنكح الثّريّا سهيلا … عمرك الله كيف يلتقيان هي شاميّة إذا ما استقلّت … وسهيل إذا استقلّ يماني

... البيتان لعمر بن أبي ربيعة ... والثريّا: هي بنت علي بن عبد الله بن الحارث ابن أمية الأصغر ... وسهيل: هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزّهري، وكنيته أبو الأبيض.
تزوج الثريا، فقال عمر بن أبي ربيعة يضرب لهما المثل بالكوكبين.
والبيت الأول شاهد على أن «عمرك الله» يستعمل في القسم السؤالي ويكون جوابه ما فيه الطلب، وهو هنا جملة (كيف يلتقيان) فإن الاستفهام طلب الفهم، وهو هنا تعجّبيّ.
[الخزانة/ 2/ 28، والشعر والشعراء/ 462، وشرح المفصل/ 9/ 91].
قال أبو أحمد: وليس في شعر القرن الأول، أرقّ وأعذب من شعر عمر بن أبي ربيعة.
وما زال حتى يومنا رقيقا سهلا، وكأنك تقرأ شعرا حديثا معاصرا وهو يأسرك بقصصه الغزلي، حيث يمثّل لك القصة شاخصة أمامك، ولم يحسن شاعر الحوار الشعري، كما أحسنه عمر، تقرأ قصيدته فيخيل إليك أنك أمام مشهد مسرحيّ حيّ. هذا هو الصحيح في الحكم على شعر عمر بن أبي ربيعة ولكن: هل لشعره واقع اجتماعي؟ وهل كانت
قصصه حقيقة؟ الجواب: ليس لمضمون قصصه واقع اجتماعي، فكل ما قاله خيال شاعر يتمنى، ولا يصل إلى ما يتمناه، ويذكر أسماء فتيات، ولا حقيقة لهنّ، قد يصادف وجود أسمائهن في الواقع، ولكن لا علاقة بين الاسم الشعري، والاسم الموجود في المجتمع.
وكل ما كتبه مؤرخو الأدب من تفسيرات، هو تأويلات أكثرها باطلة. ومما يدل على ذلك أنهم اختلفوا في تفسير اسم الثريا، واسم سهيل:
فقالوا: الثريا هي: بنت علي بن عبد الله بن الحارث بن أمية أو هي: الثريا بنت عبد لله بن الحارث، أو هي: الثريا بنت عبد الله بن محمد بن عبد الله. وأما سهيل: فقالوا: هو سهيل بن عبد الرحمن بن عوف الزهري. أو سهيل بن عبد العزيز بن مروان.
وإذا صحت نسبة هذا الشعر إليه، فإن الثريا، وسهيلا، وهما الكوكبان، ضربهما مثلا لأي اثنين في ذهنه رأى أنهما ليسا كفأين للزواج، وليس فيهما تورية كما قالوا عن سهيل وثريا حقيقيين.
هذا، والقصص الذي يذكرونه عن علاقة الثريا الحقيقية، بعمر بن أبي ربيعة، قصص موضوع، لأنه ليس له سند يركن إليه، وليس في متنه ما يصدقّه العقل، لأن مثل هذه القصص لم تكن في الجاهلية، فكيف تكون في القرن الأول الإسلامي، وفي المدينة ومكة؟!




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید