المنشورات

لو كنت من مازن لم تستبح إبلي … بنو اللّقيطة من ذهل بن شيبانا إذن لقام بنصري معشر خشن … عند الحفيظة إن ذو لوثة لانا

البيتان للشاعر قريط بن أنيف العنبري، وهو شاعر إسلامي. هذا ما نقله البغدادي في (خ/ 7/ 446). ونقل عن
التبريزي، أنه تتبّع كتب الشعراء فلم يظفر له بترجمة وإذا لم تكن له ترجمة، ولم يعرفه أحد، فكيف حكموا بأنه شاعر إسلامي. ولم يقولوا من أي العصور الإسلامية هو. مع أنّ مؤرخي الأدب يذكرون أحد أبيات المقطوعة التي منها البيتان، شاهدا على عقيدة «انصر أخاك ظالما أو مظلوما» الجاهلية. وهو البيت:
لا يسألون أخاهم حين يندبهم … في النائبات على ما قال برهانا
لعلّ الذي قال: إن الشاعر إسلامي، بنى حكمه على المعاني التي تشبه المعاني الإسلامية التي وردت في قول الشاعر: من المقطوعة.
يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة … ومن إساءة أهل السوء إحسانا
كأنّ ربّك لم يخلق لخشيته … سواهم من جميع الناس إنسانا
ولكن قد تكون هذه المعاني معروفة في الجاهلية. وإن لم تكن معروفة، فإن الأبيات تكون ملفّقه، ففيها أبيات معانيها جاهلية صرفة، كالبيتين المذكورين للاستشهاد. والله أعلم. ويروى البيت الأول. (بنو الشقيقة) وهو الأصح. والشاعر قصد في الأبيات إلى بعث قومه على الانتقام من أعدائه، لا إلى ذمّهم وكيف يذمهم ووبال الذم راجع إليه (1).
وفي البيتين شاهدان: الأول: أنّ «بنون» أشبه جمع المكسّر لتغير مفرده في الجمع فجاز تأنيث الفعل المسند إليه، كما يجوز في «الأبناء» الذي هو جمع مكسر.
والثاني: أن «إذن» متضمنة لمعنى الشرط. وإذا كانت بمعنى الشرط الماضي جاز إجراؤها مجرى «لو» في إدخال اللام في جوابها كما في البيت. وفي هذا الشاهد أقوال أخرى.
قال المرزوقي: مازن بن مالك، هم بنو أخي العنبر، وإذا كان كذلك، فمدح هذا الشاعر لهم، يجري مجرى الافتخار بهم. وقصد الشاعر في هذه الأبيات إلى بعث قومه على الانتقام له من أعدائه، وتهييجهم وهزّهم، لا ذمّهم، وكيف يذمهم، ووبال الذمّ راجع إليه. [الخزانة/ 7/ 441، وج 8/ 446، والمرزوقي/ 23].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید