المنشورات

ولا ينطق الفحشاء من كان منهم … إذا جلسوا منّا ولا من سوائنا

قاله المرّار بن سلامة العجلي.
وقوله: جلسوا منا: الجار والمجرور متعلقان ب (جلسوا) و (من) بمعنى «مع».
و «سواء» بالفتح والمدّ، مثل «سوى» بالقصر والكسر. وهي بمعنى «غير» ويرى قوم أنها ظرف مكان بمعنى «بدل» أو بمعنى «مكان» وقولنا مررت برجل سواك، أي: برجل مكانك، أي: يغنى غناءك ويسدّ مكانك. وهذا رأي البصريين، أما الكوفيّون. فيرون أنها تكون اسما، وتكون ظرفا، في الشعر وغير الشعر.
ومن أدله اسميتها دخول حرف الجرّ عليها، كما في البيت. أقول: وهذه المسألة، ليست مما يقال فيه «يجوز للشاعر ما لا يجوز لغيره»، وإنما تجوز في النثر أيضا. لأن نسبتها إلى الضرائر الشعرية، فيها إساءة إلى الشعر والشعراء، ولو تتبعنا مسائل الخلاف
في الشواهد التي وردت في هذا الكتاب، لوجدناها تعدّ بالمئين، وجعلها من الضرورات، يدلّ على ضعف الشعراء فلا يلجأ إلى الضرورات والرخص إلا الضعيف العاجز. وأحسن من هذا أن نعدّها لغات تجوز في الشعر والنثر.
[سيبويه/ 1/ 13، وابن عقيل/ 2/ 57، واللسان «سوا» والإنصاف/ 167، والأشموني/ 2/ 158].
والشاهد: «من سوائنا» حيث خرجت فيه عن الظرفية واستعملت مجرورة بمن متأثرة به، وهو من ضرورة الشعر وقد جعلها بمنزلة «غير».




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید