المنشورات

أشاء ما شئت حتّى لا أزال لما … لا أنت شائية من شأننا شاني

هذا لا يجدر به أن يسمّى شاهدا، لأنه لم يقله شاعر، وإنما قاله نحوي يهوى الألغاز.
فقوله. أشاء: مضارع، شاء، و «ما» بمعنى الذي مفعوله، وشئت: صلة الموصول.
وحتى: للغاية، تضمر بعدها (أن) تنصب «أزال» المضارع الناقص، واسمه مستتر. وخيره (شاني) في آخر البيت، بمعنى «كاره» وأخفى حركة النصب للإلغاز.
وقوله: لما للذي، متعلق بشاني في آخر البيت وأصل التركيب. حتى لا أزال شانيا لما لا .. «لا» نافية. وأنت مبتدأ، شائية بمعنى مريدة، من الفعل (شاء). من شأننا: مجرور متعلق ب شائية منفصلا عنها بفاصل، يجب تكرارها. ويرى المبرد، وابن كيسان، أنه لا يشترط التكرار مطلقا، عند إلغائها. قال العيني: بعد الكلام على رأي المبرد وابن كيسان، وأنهما لا يشترطان التكرار. قال: (واحتجّا به) أي احتجا بهذا البيت. وهل تصدق أن المبرّد يحتج بهذا البيت، بل لا يقول هذا البيت ناظم في عصر المبرّد. قلت:
إنّ العيني يقع في أوهام كثيرة، فلا تأخذنّ كل ما يقول وتثبّت من آرائه، فالمنقول، أن المبرد وابن كيسان احتجا بالبيت التالي:
بكت أسفا واسترجعت ثم آذنت … ركائبها أن لا إلينا رجوعها
وقد أثبتنا هذا الشاهد في حرف العين، وفيه الفصل بين «لا» واسمها بقوله «إلينا» والبيت من شواهد سيبويه. [الأشموني ج 2/ 4 والهمع ج 1/ 148، والعيني ج 2/ 325، والدرر ج 1/ 129].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید