المنشورات

تراه كالثّغام يعلّ مسكا … يسوء الفاليات إذا فليني

لعمرو بن معد يكرب، قالها في امرأة لأبيه تزوجها بعده في الجاهلية. وقبل البيت:
تقول حليلتي لما قلتني … شرائج بين كدريّ وجون
وقلتني: كرهتني. وشرائج، جمع شريج، وهو الضّرب والنوع أو كل لونين مختلفين.
وقوله شرائج: خبر مبتدأ محذوف، أي: شعرك شرائج والكدريّ: الأغبر. والجون:
جمع جونة بالفتح، وهو مصدر الجون بالفتح وهو من الأضداد، يقال للأبيض والأسود.
تريد أن بعض شعره كدري، وبعضه جون.
وقوله: تراه: الفاعل يعود إلى الحليلة، بمعنى الزوجة. وتراه: أي الشعر. والثغام:
نبت له نور أبيض يشبه به الشيب. ويعلّ مسكا: يكثر فيه المسك. والفاليات: جمع الفالية، وهي التي تفلي الشعر، أي: تخرج القمل منه.
والشاهد: فليني: على أنه قد جاء حذف نون الوقاية مع نون الضمير للضرورة والأصل: فلينني، بنونين. إحداهما نون النسوة.
قلت: والدليل على أن هذه المرأة كانت زوجا لأبيه قوله في آخر الأبيات:
فلولا إخوتي وبنيّ منها … ملأت لها بذي شطب يميني
وذو شطب: هو السيف. يريد لولا إخواني منها وأبنائي لقتلتها بالسيف. [سيبويه ج 2/ 154، وشرح المفصل ج 3/ 19، والهمع ج 1/ 95، واللسان (فلا) والخزانة ج 5/ 371].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید